الذهب يلمع في زمن الضبابية

الذهب يلمع في زمن الضبابية: المعدن النفيس يقفز إلى قمة تاريخية وسط رهانات على خفض الفائدة الأمريكية

حقق الذهب قفزة قياسية جديدة اليوم الثلاثاء، مدفوعًا بتصاعد الطلب الاستثماري في ظل الضبابية الجيوسياسية والاقتصادية، إلى جانب تزايد التوقعات بخفض إضافي لأسعار الفائدة الأمريكية خلال الأشهر المقبلة.

واستقر المعدن الأصفر في المعاملات الفورية عند 3956.02 دولارًا للأوقية بحلول الساعة 07:45 بتوقيت غرينتش، بعد أن لامس أعلى مستوى له على الإطلاق عند 3977.19 دولار في وقت سابق من الجلسة. كما سجلت العقود الأمريكية الآجلة للذهب تسليم ديسمبر استقرارًا عند 3972.20 دولارًا.

وقال أولي هانسن، رئيس أبحاث السلع في ساكسو بنك، إن الطلب القوي على صناديق الاستثمار المتداولة المدعومة بالذهب ما زال العامل الأبرز وراء ارتفاع الأسعار، مشيرًا إلى أن المستثمرين مدفوعون بـ”الخوف من تفويت الفرص” إلى جانب تراجع الثقة في الملاذات الآمنة التقليدية. وأضاف أن الشراء المستمر من البنوك المركزية وانخفاض تكاليف التمويل يواصلان دعم المعدن النفيس.

من جانبه، خفف البيت الأبيض أمس الاثنين من حدة تصريحات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بشأن تسريح موظفين حكوميين نتيجة الإغلاق الجزئي المستمر، لكنه حذر من احتمال حدوث فقدان فعلي للوظائف إذا استمر الجمود السياسي.

وقد أدى الإغلاق إلى تأجيل صدور بيانات اقتصادية رئيسية، مما دفع المستثمرين إلى الاعتماد على مؤشرات غير رسمية لتقدير توقيت ومدى خفض الفائدة المقبل. وتشير التوقعات الحالية إلى خفضين متتاليين للفائدة بمقدار 25 نقطة أساس في كل من أكتوبر وديسمبر.

ويُعرف الذهب بأنه المستفيد الأكبر في فترات عدم اليقين، إذ عادة ما ترتفع أسعاره في بيئات الفائدة المنخفضة ومع تصاعد المخاطر الاقتصادية والسياسية.

ومنذ بداية العام، قفزت أسعار الذهب بأكثر من 51%، مدفوعة بموجة شراء قوية من البنوك المركزية، وارتفاع الإقبال على صناديق المؤشرات المدعومة بالذهب، إلى جانب تراجع الدولار الأمريكي وزيادة عمليات التحوط ضد التوترات الجيوسياسية والتجارية.

وفي هذا السياق، قال مايكل لانجفورد، كبير مسؤولي الاستثمار في شركة سكوربيون مينيرالز، إنه يتوقع أن يصل سعر الذهب إلى 4300 دولار للأونصة خلال الأشهر الستة المقبلة، مستندًا إلى استمرار ضعف الدولار وتزايد الغموض في المشهدين الاقتصادي والجيوسياسي العالمي.