
الذهب يواصل بريقه .. والعملات الرقمية تهوي
الذهب يواصل بريقه رغم التباين في التوقعات.. والعملات الرقمية تهوي تحت وطأة
التوترات التجارية
أظهرت تقديرات ستاندرد تشارترد رؤية أكثر تحفظًا بشأن مستقبل أسعار الذهب، متوقعة أن يبلغ متوسط السعر نحو 4488 دولارًا للأونصة خلال عام 2026، بينما رجّح كومرتس بنك أن يسجل المعدن النفيس 4000 دولار في 2025 قبل أن يرتفع إلى 4200 دولار بنهاية العام المقبل، وفق تقريره الصادر في 7 أكتوبر 2025.
أما بنك يو بي إس فيتوقع أن يواصل الذهب صعوده في الأجل القصير ليقترب من 4200 دولار للأونصة خلال الأشهر المقبلة، في حين قدّر بنك أوف أمريكا في تقرير إضافي صدر في 15 سبتمبر 2025 أن يبلغ متوسط السعر 3356 دولارًا في 2025 و3750 دولارًا في 2026، في إطار نظرة أكثر واقعية وتحفظًا.
وتجمع هذه التقديرات، رغم تباينها، على أن الاتجاه الصاعد للذهب لا يزال قائمًا، مدفوعًا بتزايد الطلب الاستثماري والمخاطر الجيوسياسية وتوقعات خفض الفائدة. وبينما تحدد بعض البنوك سقف الأسعار حول 4000 دولار للأونصة، يتبنى آخرون رؤى أكثر تفاؤلًا ترجّح بلوغ مستويات تفوق 4900 أو حتى 5000 دولار خلال العامين المقبلين، ما يعزز الاعتقاد بأن الذهب يدخل مرحلة جديدة من الازدهار التاريخي.
وفي المقابل، عانت العملات الرقمية من موجة هبوط حادة خلال عطلة نهاية الأسبوع، بعدما اجتاحت الأسواق عمليات تصفية ضخمة بفعل التوترات التجارية العالمية. فقد تراجعت بيتكوين بنحو 4% لتتداول حول 111,200 دولار يوم الثلاثاء، بينما انخفضت إيثريوم بنسبة 7.8% لتتراجع دون 4,000 دولار. كما تكبدت العملات الأصغر والأكثر تقلبًا خسائر أعمق، ما أدى إلى تبخر أكثر من 150 مليار دولار من القيمة السوقية الإجمالية للعملات المشفرة خلال 24 ساعة فقط.
وجاء هذا التراجع بعد أن فرضت الصين قيودًا على وحدات شركة “هانوا أوشن” الأمريكية — إحدى كبريات شركات بناء السفن الكورية الجنوبية — في خطوة انتقامية رداً على الإجراءات الأمريكية الأخيرة ضد قطاع الشحن الصيني. وتصاعدت الأزمة حين هدد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بفرض رسوم جمركية أكثر صرامة، ما أشعل موجة بيع عنيفة في 10 أكتوبر وأدى إلى تصفية مراكز مالية بالهامش تجاوزت قيمتها 19 مليار دولار في أسواق العملات الرقمية.
ورغم أن الأسواق شهدت ارتدادًا مؤقتًا يوم الاثنين قلّص بعض الخسائر، فإن الاتجاه الهابط سرعان ما عاد ليفرض سيطرته، وسط تزايد القلق من التصعيد التجاري الذي انعكس أيضًا على الأسهم العالمية، حيث سجلت معظم الأسواق الآسيوية والأوروبية تراجعات واضحة صباح الثلاثاء.
ووفقًا لتقديرات تيموثي ميسير، رئيس الأبحاث في منصة التحليلات الرقمية BRN، فإن أي هبوط إضافي لعملة بيتكوين دون مستوى 110,000 دولار قد يدفعها لاختبار نطاق السيولة بين 104,000 و108,000 دولار، وهي منطقة يُتوقع أن تشهد محاولات قوية من المشترين للدفاع عن الأسعار



